مراجيح العيد: أجواء خاصة في الأحياء الشعبية

أطفال يركبون مراجيح العيد

أطفال يركبون مراجيح العيد

اضغط هنا لمشاهدة التقرير بالصوت والصورة.

عمان – رزان الصالحي

رغم تسلل أساليب المرح واللعب الحديثة إلا أنه لا تزال الأحياء الشعبية تتزين بالمراجيح والدواليب الخشبية والحديدية القديمة في الساحات بالإضافة الى باعة البالونات والخيل وعربات الترمس والفول التي تسير في الشوارع والحارات. فما أن تطلّ ليلة العيد حتى تنصب عشرات المراجيح والدواليب لينطلق اليها الصغار فرحين بملابسهم الجديدة بعد زيارة الأهل والأقارب وهم يغنون أغانيهم المحببة طوال أيام العيد. وتكون فرحتهم كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار لينفقوها في اللعب وشراء المشروبات والمأكولات الخفيفة.

يبدأ أصحاب المراجيح والدواليب بتجيهز الساحات الفارغة ليلة العيد بمساعدة أولادهم وأقاربهم ويقومون بإخراج مراجيحهم من مستودعاتها ليتم نقلها وتركيبها بانتظار إشراقة شمس يوم العيد. حيث تصنع بعض هذه المراجيح من الأخشاب الخاصة بالبناء والبعض الأخر حديدية يتم تشغيلها يدوياً. والمراجيح أنواع مختلفة منها التي تتألف من مقعدين متقابلين يتسع كل مقعد لثلاثة أطفال ويدفعها صاحبها للأمام والخلف، وهناك أيضاً أرجوحة عبارة عن حلقة معدنية كبيرة مستديرة الشكــل على أطرافها مقاعد يتسع كل منها لطفل واحد فقط، وهي تدور حول نفسها بالدفع اليدوي الذي يعمد إليه صاحبها، كما وهناك الدولاب ويتألف من أربع مقصورات في كل منها مقعدين متقابلين، وهذه تدور حول محورها بشكل عامودي، واخيراً هناك أرجوحة عبارة عن عامود خشبي طويل يتوسطه قاعدة وعلى كل طرف من أطرافه مقعد لشخص واحد. وتتراوح أجرة استخدامها ما بين 10 قروش الى 25 قرش وتشهد إقبالا كبيرا من سكان الأحياء المتوسطة والفقيرة نظراً لرخص أسعارها.

يقول مصطفى خضر صاحب المراجيح أنه يعمل في هذه المهنة الموسمية منذ ثمان سنوات هو وصديقه ياسر خاطر صاحب الدولاب حيث ينصبان المراجيح والدولاب في الساحة المقابلة لنادي شباب الحسين (مخيم الحسين) خلال فترة الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى). وتدرّ هذه المهنة عليهما دخلاً يتراوح بين 100 إلى 200 دينار خلال أيام العيد حيث يتم إستقبال الأطفال فى اليوم الأول على مدى 7 ساعات متواصلة إبتداءً من الثانية عشرة ظهراً، أما باقى الأيام الثلاثة فيتم إستقبال الأطفال من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً. أما بالنسبة للمخاطر المصاحبة لهذا النوع من الألعاب وإصابات الأطفال التي قد تنتج عن غياب الكثير من مظاهر السلامة العامة فيقول خاطر بأنه يتم أجراء الصيانة اللازمة وتجريب الألعاب مباشرة بعد تركيبها لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث. 

لا تقتصر مظاهر العيد في الأحياء الشعبية على ذلك، والملفت للنظر أن أطفالاً وشباباً بعمر المراهقة يملكون بسطات لبيع الهدايا لبقية أطفال الحي، حيث يقومون بتجميع مبلغاً من المال لشراء بعض الألعاب كالمسدسات والفراقيع والنظارات والبالونات بسعر الجملة، وينادي أحدهم فيقول “أبو الليرة ببريزة” ليلفلت إنتباه الأطفال ويدعوهم للقيام بسحب ورقة مكتوب عليها اسم الهدية مقابل عشرة قروش فقط لربح ما قيمته دينار أردني في بقية المحلات التجارية.

أضف تعليق